ألوان

القصيدة؟ لحظة أخيرة من الليل

وأنا أرتب فوضاي على كتفي كان لا بد لي أن أطلق عنان هواجسي على رأس أفعى لـتتخفى

حتّى أذُني موجوعة ليس القلب فقط تطقطق الحياة المتمثلة بكِ أتخيلُنا معاً في كلِّ لحظةٍ أهمس فيكِ، وأنتِ تمسكين ذراعي اليسرى الذّراعُ الّتي تنامين عليها والمختمة بكيانكِ السّري معطرةٌ أنفاسكِ بلوائح سومريةّ

مهما تغدتي وتعودي لايزال خيالك أمامي إن كان بعدك قدرا فهواك أصبح أهم أحلامي

أشجار قريتي ناعمة.. مثل كف عروس تصفف شعرها كل يوم بلا ملل ولا رتابه..

ثُم انسحبتُ ضيِّقَ الصَّدْرِ، فقد كان المنظرُ بِرُمَّتهِ يوحي بجـوٍّ من العَبَثِ سواء من خلال زحام الناس، أوفي ملامِحِ وهيأةِ الغريبِ وهو يمْشِي ويجيء مُطِلاًّ من شُرْفَتهِ، ثم خَلاَ لهُ الجوُّ، فَصَارَ يجمعُ الناسَ من جديدٍ، ويدعُوهُم للوَحْدةِ، مهمتُه الأُخْرَى هُو الَّذي أَصْبَحَ لهُ شَأْن...!

في الروضة أقطف زهرًا وأمر إلى الدار فأدفع للخمرة مهرًا وأجر الرفاق للقاعةِ لنعانق الفناجينَ

                   الرياح تناوح خلف نوافذ بيتي، وأبصر لا شيء في هذه العتمة المدلهمة، الرياح تصفق نافذتي!  ليس غير عذابي، وغياب المعنى، ثم أطل منها على غيابنا، وهوامشنا المنسية، الغربة قاتلة، غربة الذات تتحرك في اتجاهات عدة، والغياب يتآمر، يحمل سحنته بين يديه، يقسو ويزيد من زيف وقبح هذا العالم، غريب هو هذا الوجه الممتد في تجاعيد الوقت، مثلما يتورد الوجه من كلمة حلوة، مثلما الدفء يغزو جفون الندامى، تعشش عندي السكينة، ولم يكن كافيا ما أحمل من آمال عريضة، وقد حل الأمس محل الغد، ولاشيء تغير، فالسماء رمادية، وهذه الريح العاتية تدوي بالشتات، توزعني بين مساءات باردة، هي قادمة لا محالة. وما علي إلا أن أستبشر بالريح...، فقد يتناهى الغيث المدرار، وتنحث غمامها عند الوقوع على شبابيك النوافذ.

                    وأنطلقُ إلى الشوارع...صوت صغيرتي يملأ كياني، والرذاذ يغسلُ هموم القلب. وما تزال الأرضُ الطيبةُ تحتضنُ مطر القلب ومطر السماء، مزيجاً واحداً يجسدُ حقُولَ اللهفة، ويرسمُ تفاصيلنا الصغيرة، ويعلنُ إصراره على أن نفتح في جدران الحزن كوةً للفرح والغبطة.

الآن والأشياء واضحة أقول شكرا ... لو لم أجرب الصعود على درج المطر