ألوان

حين تشرق صباحا وضوء الشمس تتسلل خفية إلى داخل قلبي وتسكنه تختلط برائحة دمي لتنير غياهبي

كنت جالسا ذات يوم، أقضي بعض الأغراض الشخصية في المنزل،

نفحات على مقربة من ساحل واد نزفت عباب الذكريات، تمسحت بالقصب أليفا وألثم الحجر المبارك نزيفا، قديسا أنت أيها الحجر تنزف روحي التي سلبت وشمرت ساعديك، فعلق يداك الكبيرتان على أستارها الجرافة في الساحل هنا جنب المدينة

أنا أكتب الشعر من حب لاينضب ولعيونك أنت خبأت بقلبي الأشعار و كل الطرقات وحتى الأماكن التي الخيل تبدأ منها ركابهاتعرفني

عام يمضي وعام يأتي وكل الأحلام ما زالت معلقة على صفحات سجلاتك أيتها السنون . أحقا أن الأيام ما هي إلا لحظات تتداول بين الناس ؟!

نحن في شهر رمضان، بداية الأيام العشرة الأخيرة منه، جرت عادة النسوة على الخروج للتبضع بعد تناول طعام الإفطار، أراهن قادمات من أقصى المدينة يسعين، سومريات جميلات يخرجن إلى الأسواق تحت وهج النيونات الساطعة في هذا المساء الربيعي، أيام غروب شهر آيار، نساء كثيرات؛ أمهات مرتديات ملابسهن الوقورة بألوانها البسيطة،

شمسي: لك الحق أن تثوري بداخلي أن تسقطي النظام أن تلتفي في شتاتي شمسي: من حقك أن تهاجري إلى أقصى .. إلى أعلى زهرة في قمم ذاتي شمسي: ممنوع عليك أن تهاجري أن ترحلي مني من حياتي

حملت قلمي رغما عني لأكتب بعض الأسطر... التي تحمل أحاسيس ثقيلة كالصخر...وكالحجر

اتصل بصديقه ودعاه إلى شرب فنجان شاي بشقته، فقد أضحى وحيدا بائسا، لم يعد يغريه شيء غير الجلوس في المنزل ولم تعد الأزقة والشوارع تستهويه بعد وقوعه كفريسة لمرضه ذاك، حتى أصدقائه أصبحوا يتجنبونه بعد أن كان محور اهتمامهم، ارتاح لهذا الوضع وأضحى غيابهم بالنسبة له شيئا جد طبيعي،

حين يخضع المرء نفسه لعادة ما فمن الصعب أن يتخلص منها، ولست أبالغ إذا ما قلت أنني أخضعت نفسي منذ سين خلت إلى عادة، والحمد لله أنها ليست بالعادة السيئة؛ ألا وهي ولعي بقراءة الرواية. و أستطيع أن أقول، أن هذا التعلق بالرواية؛ ليس من حيث أنها جنس أدبي وحسب، بل إنها بالنسبة لي طريقة في فهم الحياة، أضف إلى ذلك أن الرواية تمنحني أكثر من حياة.